From the old tradition to new experience من التقاليد القديمة إلى التجارب الجديدة

 

*من التقاليد القديمة إلى التجارب الجديدة*



 🖊️: تنویر خالد القاسمي *


     اللغة العربية لغةٌ سهلةٌ بالنسبة إلى الذين ينطقون و يعلمون اللغةَ الأرديةَ؛ لأن حروف الهجاء الأرديةَ كمثل العربية في الصوت و الصورة و التشكيل بالرفع و النصب و الجر، و كذلك، قواعد النحوِ للغة الأرديةِ أُخِذَتْ من العربيةِ اسماً و علَماً ، قسماً و نطقاً، إلى أن المفردات الأرديةَ مُعْظَمُها اُستُعيرت من العربيةِ إلى غير ذلك كثيرٌ من الموافقات و المطابقات. 

      هل هذه المطابقات تسمح لي أن أقول: إنَّ اللغة العربية لغةٌ سهلةٌ لنا؟ أظن : أجل! نعم يا أحبابي نعم، و لكن نحن أرباب المدارس و إدارتها جعلنا اللغةَ العربية صعبةً جداً. الطلاب يروننا أن لا نتكلم و لا نستعمل اللغةَ العربية في ما يَهُمُّنا من الأمور الهامة، فيزعمون اللغة العربية لغةً صعبةً لا نستطيع أن نتكلم أو نكتب باللغة العربية. مثلاً: الطلاب لا ينظرون إلى لافات الإعلانات و لا إلى لوحات الأسماء بالعربية بل هم يجدون دائماً بالأردية، فهم يعلمون أن الأرديةَ هي لغة المدرسة، أما اللغة العربية فهي لغة الكتب الدراسية فقط لا تعنّ الحاجةُ إلى العربية في مجاري الأمور في المدرسة. (هذا قلت متصاعداً؛ و إلاّ بعض المدارس ينطق و يتكلم فيها الطلاب و الأساتذة بلغة محلية و بلسان قبيلتهم - مع أنهم يعلّمون و يتعلمون بالأردية و يعلمون أن الأرديةَ له أهمية عظيمة لمسلمي الهند و باكستان و بنجلا ديش، و أن الأرديةَ لغةٌ ثانيةٌ تحمل موادّ الإسلام بعد العربيةِ .... - حتى لا يمكن لهم أن يتكلموا بأردية فصيحة،)

     أرسلت إلي مدرسةٌ كبيرة شهيرة : إن إدارة المدرسة تدعوك إلى أن تأتي المدرسة ممتحناً بمناسبة الإمتحان السنوي في شعبان القادم، و من فضلك أن ترسل ورقات الأسئلة من كتب...... في رجب المرجب عبر البريد الإلكتروني، كي تتم طباعة ورقات الامتحان.... فأتممت ورقات الأسئلة في أقرب وقت ممكن. و لكن في ورقات الامتحان خلعتُ التقاليد القديمة و تبنّيتُ التجارب الجديدة ، فكانت ورقات الأسئلة باللغة العربية دون الأردية، ظننت أن هذه الكتب كتب عربية أدبية فلا بأس بمثل هذه البدعة الحديثة؛ لأن الطلاب متعوّدون بمثل هذه التمرينات و الأسئلة العربية في كتاب "القراءة الواضحة" للشيخ وحيد الزمان الكيرانوي ( رحمه الله رحمة واسعة). و لم يواجه الطلابُ حتى الآن مثلَ هذه الأسئلة فأيضاً لا حرج في ذلك؛ لأن أسلوب الورقة ليس صعباً بل هو سهل و أسهل.... و أرسلت الورقات عبر إي ميل، 

     و في شعبان ذهبت إلى المدرسة، و آتوني ورقات الأسئلة، فوجدت الأسئلة كلها بالأردية لا العربية التي كتبت بها، اجتمعت بناظر الامتحان فقال إنك سلكتَ طريقةً جديدةً لاتذهب إلى التقاليد التي نعتنق ربقتها؛ لذلك إدارة المدرسة لم تقبل الأسئلة العربية، و ترجمتها إلى الأردية... لا أعلم ما هو الصواب و ما هو الخطأ؟؟ 


     في هذا الإغلاق الكوفيدي الجاري كانت أختي الصغيرة في بيتي مع أطفالها، بنت أختي " فاطمة " كانت متعلمةً في الصف الأول من مدرسة إنجليزية بدهلي، الآن هي تأخذ دروسها عبر الجوالة.... في يومِ من الأيام كنت جالساً عندها و درسها كان جارياً عبر الإنترنت، سمعتُ معلّمةَ الإنجليزية هي أمرت الطالبات بكتابة كلمات. فأتمّت بعضُ الطالبات دون بعضها، فصاحت الطفلاتُ - اللواتي أتممن قبل الزميلات - بالأردية " ہو گیا میم" ( قد أتممتُ يا معلمتي) فقالت المعلمة بالشفقة دالةً على الكلمة الإنجليزية المناسبة

 " I have done" 


و قالت هذه الجملة الإنجليزية مراراً، حتى وجدتُ الطالبات الصغيرة أنهن يتركن الكلمة الأرديةَ ( ہو گیا میم) و يقلن دائماً (I have done mam ) و كذلك هي لاتقول " كسى كو كچھ پوچھنا ہے" ( ھل لديكم سؤال؟) بل هي تقول

"any question?" 

     ألا نستطيع أن نستخدم مثل ذلك كلمات عربية؟ كلا، بل يصدّنا الحياءُ و يتخبَّّطنا عدم التطبيقات للقواعد النحوية و الصرفية ، فماذا نفعل؟..... يجب أن نغلب الحياءَ، و نتجاوز الخوف، و نهاجم الهيبة، كيف؟... بإيجاد بيئة صالحة من أول يوم يلتحق الطلابُ بمدارسنا العربية، و لا يتطلب ذلك أموراً غير عادية؛ بل يحتاج فقط إلى تدريب فني بسيط. و الله لقد يتمتع أستاذتُنا بالمؤهلات الجيدة و المواهب المرموقة، هل من إدارة تبرز المؤهلات فنتقدم في العربية، و هل من مدير يوقظ المواهب الفاترة فنستيقظ، و هل من محب يُشغف بالعربية فيستثمر الكنوز التي يحضنها أساتذتنا في المدارس؟؟؟؟؟ 


* _المدرس المساعد السابق

 للجامعة العربية أشرف العلوم كنهواں_

Comments

Post a Comment