From the bondage of grammar to the freedom of Arabic،من عبودية النحو إلى حرية العربية



من عبودية النحو إلى حرية العربية 

**على صعيد المدارس في الهند **

 ```تنویر خالد القاسمي``` 


إن اللغة العربية هي لغتنا الدينية الإسلامية فيجب أن نتعلم بأسلوب صحيح و نحافظ عليها و نجتهد فيها، و في نواحيها و في كل ما والاها من النحو و الصرف و المعاني و البيان و غير ذلك من العلوم، و لكن هناك مشكلة ، ما هي المشكلة؟ نحن نتوجه إلى النحو و الصرف كي نجتنب الخطأ في الإعراب و الاشتقاق في اللغة العربية، حقاً، ليس في هذا المقصد و الهدف نظر، و لكن نحن ننسى الهدف الرئيسي الأول و نخوض في النحو و الصرف تماماً، لا بأس في الخوض بالنحو و الغوص في الصرف من حيث أنهما من فنون عظيمة عالية و لكن الخوض الزائد إذا يتعدى حدوده فنقصر في اللغة العربية،

و جدتُ كثيراً من الطلاب المجتهدين لهم يد تامة في النحو و الصرف؛ حتى هم يحفظون كتب النحو كحفظهم القرآن الكريم و يستطيعون أن يتلوا نصوص النحو من غير نقصان و زيادة بحرف أو حركة، و لكنهم يظنون أنهم لا يستطيعون التكلم و الكتابة في العربية، لماذا؟.... لأنهم لا يمتلكون المفردات العربية؟ لأنهم لا يعلمون كيفية استخدام الكلمات العربية؟ لأنهم لا يعرفون طريقة تركيب الألفاظ و اشتقاقها؟....؟....... ؟ لا... لا... و الله لا! بل السبب الأول أنهم يخافون و يترددون و ليس لديهم ثقة بالنفس. فيم يخافون؟ و ما يُخِيْفهم؟... يُخِيْفُهم النحوُ و الصرفُ و يقومان أمامهم و يقولان ضغطاً عليهم: لا تتكلم بدون رعاية الأصول النحوية و الصرفية! عليك أن لا تصرف عنا عينيك في أي لحظة!

فهناك هو يتوقف حائراً، لا يأتي في وعيه ما يفعل! حتى هو يتنحى عن العربية و يقول لا يمكنني أن أتكلم أو أكتب باللغة العربية بدون خطأ مني،

 فحينئذ هو يقول في نفسه : إن شاء الله أنا أتكلم و أكتب إذا أستطيع أن أتكلم و أكتب بدون أي تردد و زلقة، و هو يقول أنا لا أستحب أن أتكلم بدون رعاية النحو و الصرف لأن هذا تشويه العربية... و أنا لا أتحمل هذا! إن شاء الله ثم إن شاء الله، سأكون بارعاً في أصول النحو و الصرف و سأُحسن في العربية... ثم م م م أنا أتكلم بدون خطأ عربيةً فصيحةً لا يشوبها نقص خفيف!

يا للأسف! كيف هو لا يعلم أن الطفل لا يجري و لا يعدو إلا بعد أن يمشي، و لا يمشي إلا بعد القيام على رجليه و لا يمكن له أن يصير قائماً على رجليه إلا بعد رفع القدمين، و عند الرفع ربما يرفع تماماً، و ربما يرفع نصفاً و كذلك ربما هو يسقط و يإنّ.... كذلك يا أحبابي كيف نريد أن نتكلم بالبراعة و نكتب بالمهارة من أول يوم؟ علينا أن ننظر في خلق الله، كل شيء خُلق تدريجياً (مع أن الله جل جلاله قادر على كل شيء له أن يخلق شيئاً و يفعل ما يريد بكلمة "كن" و بدون أي كلمة.) 

علينا أن نخرج من عبودية النحو إلى حرّية العربية، و نخرج من قلوبنا خوف النحو في الإعراب و هيبة الصرف في الاشتقاق، ( أنا لا أقول أنه لا يُحتاج إلى النحو و الصرف في العربية، و لكن لا أستحسن مثل هذه العبودية الخالصة التي تبعدنا عن الهدف الرئيسي بدايةً) لا بأس بأن نستخدم المفردات بدون أي إعراب، مثلاً أنا أعلم معنى " قرأتُ" و أعرف معنى " كتاب". فأقول : قرأت الكتابْ بدون إظهار الرفع أو النصب أو الجر، لقيت كثيراً من المهرة في اللغة العربية خاصةً عرباً، هم يتكلمون مثل هذا، حتى قلت لهم إنكم أفسدتم عربيتي بطول مصاحبتكم، مع أنهم كانوا يحملون البكالوريوس و الماجستير في اللغة العربية .

    جملة القول أن نتكلم العربية و نرغّب تلاميذنا بدون ضغطة من النحو ( استخدمت كلمة " ضغطة") نعم هذا يمكن، كان معي في التبليغ في تشكيل ولدٌ نرويجيٌّ يُسمّٰى " بشير "يعرف الإنجليزية و لا يعرف في البداية شيئاً من العربية و لكن أحباب التشكيل كانوا كلهم من العرب من اليمن و السعودية، و غير ذلك من البلاد العربية، و نحن ثلاثة من الهند لا نعرف الإنجليزية فكيف الاتصال و التواصل؟ جزاه الله خير الجزاء أولاً كان هو يتكلم بالإنجليزية، و أنا أفهم شيئاً. و لكن بعد أسبوع ماشاء الله هو يتكلم بالعربية لا بالعربية الفصحى بل العربية العامة التي يسمعها من أحباب العرب، مثلاً : "شفت" مكان "رأيت"، "فين" مكان "أين" و كذلك نجد كثيراً من العمال الذين يذهبون إلى بلاد العرب هم يفهمون و يتكلمون العربية العامة، يمكن كل هذا في الهند في مدارسنا الدينية العربية أيضاً، بس يُحتاج إلى العزم القوي و إيجاد البيئة العربية...

Comments

  1. ان ہذہ حقیقۃ مؤلمۃ أن معظم طلاب المدارس الاسلامیۃ لا یستطیعون التکلم والکتابۃ فی اللغۃ العربیۃ مع أن الکتب التی تُدرَّس فیھا، کلہا فی اللغۃ العربیۃ أو جُلُّھا۔ لأن الاساتذہ یبذلون قصاری جھدھم علی قواعد النحو والصرف، ولا یرغبون تلامیذھم علی حفظ کتب الادب العربی، والتعبیرات المختارۃ المستعملۃ فی الدروس، وکیفیۃ استخدام الکلمات، مع أنھم فی أشد حاجۃ الی ذلک۔ ما ھو السبب أن طلاب" مرکز المعارف "یکونون بارعین ومتقنین فی اللغۃ الانجلیزیۃ فی عامین فقط مع أنھم لم یعرفوا أی شئ منھا قبل الالتحاق بھا،
    یجب علینا أن نختار طریقۃ تدریسھم ونوفر بیئۃ خاصۃ للتحدث فی اللغۃ العربیۃ۔ جزاكم الله خيرًا على هذا المقال الرائع

    ReplyDelete
    Replies
    1. جزاکم الله خيرا يا أخي الغالي على التعليق الثمين

      Delete

Post a Comment